-->

15‏/01‏/2010

موضوع حول مرض الايدز - السيدا - التعريف/الاسباب/المراحل/الحلول...







موضوع شامل حول مرض الايدز - السيدا - التعريف/الاسباب/المراحل/الحلول...


بحث عن الإيدز . مرض الايدز . بحث متكامل عن الإيدز . تعريف الإيدز . فيروس الإيدز . بحث علمي . بحوث طبية . بحوث متكاملة 



الإيدز
عبارة عن الأحرف الأولى للعبارة الإنجليزية التي تمثل الاسم العلمي لهذا المرض وهو : AIDZ لفظ ايدز
ومعناه باللغة العربية : التجمع المرضي الناشئ عن Acquired Immune Deficiency Syndrome
نقص المناعة المكتسبة ، أي متلازمة نقص أو فقدان المناعة المكتسبة . ويعني ذلك افتقار الجسم إلى نظام مناعي متكامل الضروري لمقاومة عدوى المرض .
ونتيجة لاصابة الجسم بالإيدز فإنه يصبح فريسة سهلة لمخالب العدوى الجرثومية وضحية عاجزة تحت براثن الأورام الخبيثة ، فلا يستطيع الدفاع عن نفسه أو درء الخطر بعيدا . الأمر الذي يترتب عليه إصابة الجسم بمجموعة ضخمة من الأمراض الانتهازية والأورام الخبيثة .

تعريف الإيدز :

ويمكن تعريف الإيدز حسب تعريف منظمة الصحة العالمية الوارد في التقرير الصادر في 2 أكتوبر 1985 م وهو كما يلي :
متلازمة العوز المناعي المكتسب ، عبارة عن مرض يتصف بمجموعة من الأعراض والعلامات الناجمة عن نقص مكتسب في المناعة الخلوية مترافق بإيجابية الفحوص المخبرية الخاصة به ودون أن يكون هناك سبب آخر لاضطرابات المناعة .
ومرض الإيدز - حصاد الشذوذ- يعتبر من أهم مشاكل الصحة العامة في بعض بلدان العالم وبخاصة الولايات المتحدة وأوروبا الغربية ، التي تمثل مجتمعات الإباحية والتحرر والرذيلة . وقد انتشر هذا المرض بصورة وبائية في هذه المجتمعات مما أدى إلى الشعور بالهلع والذعر والرعب من هذا الوباء الجارف والمرض المدمر .

ويتميز داء الإيدز بعلامتين بارزتين هما :

- هذا الداء يحدث لأشخاص كانوا من قبل في كامل صحتهم ولم يسبق لهم تعاطي أي علاجات ولم يكن لديهم أي أسباب أخرى لنقص أو فقدان المناعة .
- داء الإيدز يظهر على شكل التهابات ناتجة عن الإصابة بجراثيم انتهازية بالإضافة إلى وجود أورام خبيثة نادرة الحدوث ، الأمر الذي يدل دلالة قوية على نقص أو فقدان المناعة .
تقصي حالات الإيدز واكتشاف الفيروس المسبب للمرض

بدأ ظهور مرض الإيدز بشكل متفرق في العالم منذ 1978 م . ولم ينتبه له أحد حتى في أرقى المراكز الطبية في العالم لانه لم يكن معروفا من قبل . وقد ظهرت أولى حالات هذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1978 م وبالتحديد في مدينة سان فرانسيسكو ( عاصمة الشواذ جنسيا في العالم ) ، حيث تم تشخيص خمس حالات ثم ظهرت حالات أخرى في عام 1980 م في لوس انجيلوس ونيويورك وميامي حتى وصلت إلى حوالي خمسين حالة .
وكانت أولى حالات الإيدز ، تلك التي سجلت في منتصف عام 1981 م بمركز اتلانتا لمراقبة الأمراض بولاية جورجيا الأمريكية .
وقد شمل التقرير الطبي الصادر من هذا المركز خمس حالات من الشبان الشواذ جنسيا ، الذين كانوا يتمتعون بصحة طيبة قبل ذلك .
وذكر التقرير أن هؤلاء الشبان كانوا تحت العلاج في مستشفيات لوس انجيلوس من مرض نادر في الرئتين يعرف بذات الرئة المتكيسة ( المتحوصلة ) ومن المعروف أن اكثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذا المرض هم الذين يعانون من نقص شديد في المناعة .
وفي بداية عام 1982 م وردت تقارير طبية عن 26 شخصا من الشواذ جنسيا من الأصحاء جسمانيا في نيويورك و كاليفورنيا تفيد ظهور ورم من الأورام الخبيثة والذي يطلق عليه غرن كابوزي مما أدى إلى وفاة ثمانية من أولئك المرضى خلال عام واحد من تشخيص حالاتهم ، ومما لاشك فيه أن ظهور هذا الورم الخبيث النادر الحدوث لدى الرجال في العقدين الثالث والرابع من العمر أمر غير طبيعي وكان ذلك سببا مباشرا في جذب اهتمام الأوساط الطبية .

وفي بداية عام 1983م سجلت حوالي 2643 حالة مصابة بالإيدز في الولايات المتحدة الأمريكية توفي منهم 60% في العام الأول من اكتشاف حالاتهم ، لعدم قابلية المرض للعلاج أو بسبب استفحال الإصابة لديهم. وفي النصف الأول من عام 1983م ، تم تشخيص بعض الحالات التي تعاني من الهيموفيليا (مرض نزف الدم)أصيبوا بالإيدز نتيجة نقل العدوى إليهم عن طريق دم تبرع به بعض مرضى الإيدز ، للحصول على عامل تخثر الدم الذي يطلق عليه عامل 8Factor VIII . ومن المعروف أن الشخص الواحد من مرضى الهيموفيليا (الناعورية) يحتاج إلى دم شخص متبرع وهذا يعني بالطبع أن مريض الهيموفيليا قد يتعرض إلى الدم ومشتقاته من عدة آلاف شخص سنوياً ومن ثم تكون هناك خطرة نقل عوى مرض الإيدز إليه.

وفي مايو 1983م اكتشف فريق فرنسي برئاسة البروفيسور لوك مونتانييه بمعهد باستير الطبي ، إحدى الفيروسات الجديدة التي تعتبر العامل المسبب لمرض الإيدز.

وهذا الفيروس يتبع مجموعة فيروسات الريترو (المرتدة – المتراجعة – الخلفية) وهذا النوع من الفيروسات يتميز بأنه يحتوي على المادة الوراثية R.N.A. بدلاً من مادة D.N.A. الشائعة لدى الكائنات الحية من نبات وحيوان وكائنات دقيقة وأطلق على هذا الفيروس LAV (لاف) اختصاراً للعبارة الإنجليزية Lymphadenopathy-associated virus ومعناها: الفيروس المصاحب (المقترن ) لاعتلال الغدد الليمفاوية .

وقد تم عزل فيروس LAV من رجل شاذ جنسيا ومصاب بمرض اعتلال الغدد الليمفاوية العام الدائم – Persistent Generalized Lymphadenopathy ويختصر بالحروف الآتية P.G.L.:.

وبعد مضي عام واحد تقريبا أي في مايو 1984 م نجح فريق أمريكي برئاسة البروفيسور رو برت جاللو Robert Gallo بالمعهد القومي للسرطان بميريلاند - ، في عزل فيروس آخر من دم المصابين بالإيدز أطلق عليه HTLV- III (( إتش – تي – إل – في 3 )) الذي يمثل الحروف الأولى من الاسم العلمي لهذا الفيروس وهو : Human T-Cell Lymph tropic Virus type- III .

وترجمته :- فيروس الخلية (ت) البشرية الموجه لليمف نمط 3 ، وعزى الإصابة بالإيدز إلى هذا الفيروس . وبعد ذلك بعدة شهور ، اكتشف مجموعة من الباحثين برئاسة البروفيسور ليفي Levy بالمركز الطبي بسان فرانسيسكو، فيروسا ثالثا أطلقوا عليه ARV وهذا اختصار لاسم الفيروس وهو : AIDZ-relateI virus وترجمته : الفيروس المتعلق بالإيدز .

وزعموا انه الفيروس المسبب للإيدز .

 وجدير بالذكر أن هذه الفيروسات الثلاثة تتشابه في النواحي الآتية :
 تم عزل الفيروسات الثلاثة من حالات الإيدز .
 لوحظ أن الأجسام المضادة للفيروسات الثلاثة تكرر وجودها بنفس النسبة وفي عدة مجموعات وهي مرضى الإيدز والشواذ جنسيا ( المعرضون لخطر الإصابة ) ومانحو الدم ( حاملو الفيروس ).
 مادة R.N.A. هي المادة الوراثية في كل من الفيروسات الثلاثة .
 الصورة المجهرية باستخدام ( الميكروسكوب ) الإلكتروني للفيروسات الثلاثة تتشابه إلى حد كبير .
 لايمكن تمييز هذه الفيروسات عن بعضها البعض باستخدام الفحوص المخبرية .
 الصفات الجينية Genetic ( الوراثية ) لهذه الفيروسات الثلاثة غير قابلة للتمييز عن بعضها البعض ، وفي الحقيقة إن العلماء المختصين يعتقدون بان هذه الفيروسات ترجع إلى فيروس واحد وان اختلفت المسميات باختلاف المصادر التي اكتشفت الفيروس المسبب للإيدز .

وبنهاية عام 1984 م ،. انتشرت حالات الإيدز في أمريكا حتى شملت جميع الولايات المتحدة دون استثناء وان كانت اكثر انتشارا في بعض الولايات مثل كاليفورنيا – وبخاصة مدينتي سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس – ونيويورك وفلوريدا وقد وصل العدد الإجمالي للحالات في أمريكا حتى 31/ ديسمبر /1984 م ، حوالي 8222 حالة و جدير بالإشارة ، إن إحصائية منظمة الصحة العالمية التي أعلنت في 2/10/1985 م أفادت بان عدد المصابين بالإيدز في العالم قد بلغ اكثر من 17 ألف شخص بينهم 15 ألف شخص على الأقل بالولايات المتحدة الأمريكية وحوالي 1200 شخص موزعين على 17 دولة أوربية بالإضافة إلى عدد آخر من الحالات في أمريكا الجنوبية ودول وسط أفريقيا واستراليا .

كما أشارت آخر إحصائية لعام 1985 التي صدرت في 31 ديسمبر إن عدد الحالات الإجمالي في العالم حوالي 000, 20 ألف حالة منهم حوالي 000 , 17 ألف حالة بالولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى حوالي الفي حالة موزعة على عشرين دولة أوربية علاوة على أعداد أخرى من الحالات في دول أمريكا الجنوبية واستراليا ودول وسط وشرق أفريقيا .

وعلى صعيد آخر أعلن البروفيسور لوك مونتانييه في ندوة علمية في لشبونة عن اكتشاف فيروس جديد للإيدز بالتعاون مع بعض الأطباء في لشبونة وباريس . وقد قام هذا الفريق الطبي بعزل هذا الفيروس الجديد في أوائل مارس 1986 م وقد أطلقوا عليه ( لاف2 ) ... LAV2 ، وذلك لتمييزه عن الفيروس الأول (لاف 1 ) LAV1 ، الذي تم عزله في معهد باستير في عام 1983 م .
أضواء على فيروس الإيدز
ومن الثابت علميا الآن أن الفيروس المسبب للإيدز و الذي يطلق عليه HTLV-III ( وفقا لتسمية الأمريكية ) أو LAV ( وفقا لتسمية الفرنسية ) ، يتبع عائلة الفيروسات المسماة بالفيروسات المرتدة ( المتراجعة – الخلفية ) Rncornavirinae . وهذه العائلة من الفيروسات تضم طائفتين هما :

1- الفيروسات الورمية : Oncornavirinae : التي تسبب سرطان كرات الدم البيضاء في الإنسان ( اللوكيميا ) Leukaemie .

2- الفيروسات العدسية : Lentivirinae : وتشمل هذه الطائفة أربعة فيروسات منها فيروس الإيدز HTLV-III . ومن المعروف أن هذه الفيروسات تصيب الحيوان والإنسان بأمراض وبائية قاتلة 


تركيب فيروس الإيدز :

يمكن توضيح تركيب فيروس الإيدز كما يظهر تحت المجهر ( الميكروسكوب ) الإليكتروني مكبرا مئات الآلاف قدر حجمه الأصلي كآلاتي :

1- الغلاف الخارجي للفيروس : يتكون من غشاء شحمي ( دهني ) يحتوي على وحدات عديدة بيضاوية الشكل تمثل الجليكوبروتين Glycoorotiein ويأخذ هذا الغلاف شكل محيط كرة صغيرة ولذا يبدو الفيروس مستدير الشكل .
2- قشرة النواة : تحتوي على بروتين ومادة R.N.A الوراثية.
3- النواة Nucleus : تمثل النواة لب الفيروس وهي مستطيلة الشكل . وداخل النواة توجد نوية Nucleolus تحتوي على مادة R.N.A ويوجد أيضا أنزيم ترانسكريبتاز Tran,,,,,,ase الضروري لتكاثر الفيروس.

خصائص فيروس الإيدز :

فيروس الإيدز له خصائصه المميزة التي تختلف في حالة وجوده خارج أو داخل الخلايا الحية ويمكن بيان ذلك على النحو التالي :

خارج الخلايا الحية :

فيروس هش ، سهل التحطيم أو الهلاك أما بالحرارة ( يتحطم إذا سخن لدرجة 56 مئوية لمدة 30 دقيقة ) أو بالعوامل البيئية الأخرى أو المطهرات مثل الكحول 70% والفينول 5% والفورمالين3% وهيبوكلوريت الصوديوم 300 جزء / مليون ، التي تعتبر من العوامل المؤثرة في عملية أبطال مفعول الفيروس في إحداث العدوى بالمرض .

داخل الخلايا الحية :
يتبدل حال الفيروس ، فيبدو كعملاق كاسح أو مارد جبار لا يستطيع أن يقف أمامه حاجز . حيث يتكاثر بسرعة مذهلة إلى أن يصل عدده إلى كم هائل يبدأ في الحال في مهاجمة الخلايا الليمفاوية (ت 4 ) T4 Lymphocytes ويقضي عليها ويدمرها تماماً. ولذا يفقد الجسم مناعته الطبيعية المكتسبة ويصبح هزيلاً عاجزاً حتى تنقض عليه الجراثيم الانتهازية فتصيبه بالأمراض الفتاكة.

ومن خصائص هذا الفيروس أيضاً ، أنه متقلب ومخادع ويغير مظهره دائماً ولذاك يصعب على جهاز المناعة القضاء عليه بكفاءة.



وباء الإيدز من أين وإلى أين انتشر؟

في الواقع هناك آراء كثيرة ونظريات عديدة حول حقيقة هذا الوباء الجارف. وتعددت التساؤلات والاستفسارات حول هذا المرض اللعين. هل هو مرض حديث العهد بالبشرية كما يعتقد البعض؟ أم كان موجوداً من قبل لدى بعض الحيوانات. وإذا كان هذا الفرض الأخير صحيحاً. فكيف انتقل هذا المرض من هذه الحيوانات إلى الإنسان؟.

ولكي نقدم إجابات وافية على هذه التساؤلات الوجيهة ، أحرى بنا أن نستعرض النظريات والفروض والآراء العلمية التي تتعرض لهذا الموضوع من كافة جوانبه ، كما يلي:

 تؤكد أبحاث الفريق الطبي برئاسة البروفيسور لوك مونتانييه (مكتشف فيروس الإيدز) بمعهد باستير بفرنسا ، أن هذا المرض كان موجوداً منذ فترة ليست قصيرة. حيث إن حوالي 60% من سكان أوغندا (من دول وسط أفريقيا) كانوا حاملين لهذا الفيروس الذي لم يتم عزله إلا في عام 1983م.

 ذكر البروفيسور الأمريكي / روبرت جاللو ، أن فيروس الإيدز يعتبر متوطناً في نوع معين من القرد التي تعيش في إفريقيا والتي تعرف باسم القردة الخضراء حيث أثبتت نتائج الفحص لعينات الدم المأخوذة من هذا النوع من القرود ، أن نسبة الأجسام المضادة لفيروس الإيدز كانت مرتفعة بصورة غير طبيعية. ولا شك أن كلام البروفيسور جاللو يحتاج إلى وقفة. فهناك سؤال هام ومثير يطرح نفسه: كيف انتق هذا الفيروس من القردة الخضراء إلى الإنسان؟.

وثمة رأي آخر يفترض أن مجموعة من سكان جزر هاييتي حضرت للعمل بزائير وأن أحدهم تعرض لعضة من قرد مصاب بالمرض ثم عاد إلى هاييتي حاملاً الفيروس لينتقل المرض إلى هذه الجزر. وهذه الإجابة بالطبع ليست مقنعة على الإطلاق وتعتبر من نوع الافتراضات الغامضة التي تعوزها الأدلة القوية والبراهين الساطعة.

 يحاول علماء الغرب الإيدز بأن مرض الإيدز قد ظهر في البداية في منطقة وسط أفريقيا ثم انتق من هذه المنطقة إلى جزر هاييتي. ثم انتقل بدوره إلى بعض مواطن الولايات المتحدة الأمريكية الذين يفضلون قضاء العطلة السنوية في مصايف هاييتي المشهورة بغية ممارسة الشذوذ الجنسي الذي ينتشر في هذه الجزر بصورة ملفتة للنظر.

 وللرد على هذا الزعم الغربي المجافي للحقيقة ، نذكر بحثاً هاماً تقدم به الدكتور / عبد الوهاب نور إلى المؤتمر الأول للإعجاز الطبي في القرآن – الذي عقد في القاهرة علم 1985م – حيث بين الباحث أنه ثبت أن منبع الإيدز الأصلي أمريكا وأوربا ، حيث ظهرت الحالات بشكل وبائي عام 1981م في أربع مدن أمريكية وهي سان فرانسيسكو ونيويورك ولوس أنجلوس وميامي ثم انتشر بعد ذلك حتى شمل جميع الولايات المتحدة الأمريكية الخمسين. وتؤكد ذلك التقارير الصادرة من الغرب ، حيث لوحظ حدوث تزامن في ظهور الإيدز في استراليا وهاييتي من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى ، وكذلك ظهور الإيدز في أمريكا وألمانيا وفرنسا قبل ظهوره في أفريقيا ، حيث تؤكد المصادر الطبية الموثوق بها أن هذا المرض ظهر في أمريكا قبل أفريقيا بحوالي 3سنوات.

ونستخلص من ذلك حقيقة هامة ذات دلالة قوية هو أن منبع هذا الوباء الخطير هو أمريكا وأوربا ثم انتقل إلى أفريقيا وليس العكس. ويحاول علماء الغرب دفع تهمة الانحلال الخلقي والإباحية الفاضحة والغرق في الشذوذ الجنسي عن مجتمعاتهم التي أدت إلى ظهور هذا المرض الخبيث في أمريكا وأوربا. وفي نفس الوقت محاولة إلقاء التهم الباطلة لإلصاق مرض الإيدز بأفريقيا بشتى الطرق المضلة وكافة الوسائل اللاأخلاقية. والحقيقة الثابتة أن المجاعة المنتشرة في أفريقيا الآن هي التي أوهنت الأبدان ونخرت عظام أبناء أفريقيا كانت سبباً مباشراً في ضعف المناعة لديهم وفقدان القدرة على مقاومة الأمراض.



وباء الإيدز على ضوء الإحصائيات والأرقام

بقدوم عام 1986م ، ظهرت حالات جديدة للإيدز في مناطق أخرى من العالم. وبذلك يتضح أن هذا الوباء الخطير قد شمل جميع قارات العالم بأسره ، وإن اختلفت كثافة الحالات في كل قارة.

ومن ناحية أخرى ، يرى البروفيسور الأمريكي جاللو ، أن حوالي 98% من الحاملين لفيروس الإيدز لا يزالون غير مكتشفين وغير معروفين حتى الآن. ويقدر الباحثون أن عدد الأشخاص الحاملين لفيروس الإيدز في الولايات المتحدة الأمريكية يقارب مليوني شخص: وفي ألمانيا الغربية مائة ألف شخص: وفي بريطانيا عشرون ألف شخص.ز ولهذا يشبه الخبراء هذا الوضع بجبل الجليد الذي نرى قمته الطفيفة وتغيب عن أعيننا حقيقة حجمه الهائل المختفي عن الأنظار (تحت سطح الماء).

وقد بينت الإحصائية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في أول أبريل 1986م ، أن عدد الحالات الإجمالي لمرضى الإيدز في العالم التي سجلت حتى هذا التاريخ قد بلغ حوالي 23 ألف حالة منها 20 ألف حالة في الولايات المتحدة والجدول الآتي يوضح عدد الحالات الإيدز في بعض الدول وأيضاً عدد الوفيات الناشئة عن الإصابة بالإيدز حتى 1/4/1986 ميلادية.


الدولة عدد حالات الإيدز عدد الوفيات
الولايات المتحدة 19892 10248
كندا 489 257
فرنسا 496 249
ألمانيا الغربية 440 232
بريطانيا 302 158
بلجيكا 132 069
إيطاليا 099 053
سويسرا 087 047
أسبانيا 073 039
الدانمارك 067 037
النمسا 033 019
فنلندا 015 08
اليونان 017 09
هولندا 015 08
لوكسمبورج 011 06
نيوزلندا 093 051
نورواي 019 011
السويد 046 022
أستراليا 119 062
هاييتي 397 211
البرازيل 282 151
الأرجنتين 30 017

عدد الوفيات عدد حالات الإيدز الدولة
019 034 المكسيك
006 012 اليابان
003 006 دول الخليج العربي
007 012 تايلاند
013 021 إسرائيل
028 051 وسط أفريقيا
017 031 شرق أفريقيا
025 048 جنوب أفريقيا

سابعا : فئات أخرى :

وتشمل هذه الفئات سكان جزيرة هاييتي وسكان وسط وشرق أفريقيا .
?أ. سكان جزيرة هاييتي : اعتبر مواطنو هاييتي المصابون بالإيدز فئة منفصلة ، لأن معظمهم أنكرو ممارسة الشذوذ الجنسي كما أنكروا إدمان المخدرات ، وبالتالي طريقة انتقال المرض بين أولئك السكن لم تعرف بالتحديد . ولذا تم وضعهم تحت فئة مختلفة ومستقلة .
وجدير بالذكر أن هناك تزامنا ملحوظا في ظهور حالات الإيدز بين الولايات المتحدة وسكان هاييتي مما يرجح انتقال المرض إليهم عن طريق الشذوذ الجنسي من المواطنين الأمريكيين الذين يقضون إجازتهم في هذه الجزيرة .
?ب. سكان وسط وشرق أفريقيا وبخاصة في دول زائير ورواندا ( وسط أفريقيا ) وتنزانيا وأوغندا ( شرق أفريقيا ) . وتختلف حالات الإيدز التي تصيب سكان وسط وشرق أفريقيا عن تلك التي تصيب مواطني أمريكا وأوربا الغربية وسكان هاييتي فيما يلي :

- نسبة النساء إلى الرجال المصابين بالإيدز في أفريقيا هي 1:1 .
- العامل الرئيسي في الإصابة هو درجة التعرض لمسبب مرض الإيدز وليس شكل الاتصال الجنسي .
- إن أزواج أو زوجات المصابين بالإيدز ، معرضون لخطر الإصابة بنسبة 75% .

ومن المعروف أن الإيدز لم يظهر في أفريقيا إلا بعد ظهوره في أمريكا وأوربا وهاييتي بثلاثة أعوام .وقد يكون انتقال المرض إلى سكان وسط وشرق أفريقيا هو نتيجة ممارسة الفحشاء بين المصابين بالإيدز في أمريكا وأوربا وبعض مواطني أفريقيا الأصحاء . ولاشك أن هذا ينفي تماما التهمة الباطلة التي تزعم إن هذا الوباء القاتل قد بدأ في أفريقيا ، وكلها محاولات مكشوفة لإزالة التهمة الحقيقية عن جاهلية الغرب التي تدعوا إلى التحرر الجنسي والإباحية والشذوذ والانحطاط الأخلاقي . ومن هنا يتضح إن هذا المرض الخبيث بدأ في الغرب واستشرى في الغرب ، أهل الشذوذ الجنسي ودعاة الإباحية وانصار العري ومحترفي الدعارة .



جهاز المناعة وآثار الإيدز المدمرة عليه
قبل أن نشرع في اللقاء الضوء على الأعراض والعلامات المرضية للإيدز الذي يعتبره العلماء زلزال المناعة الذي يتسبب في حدوث تصدع شديد في نظام المناعة المكتسبة في جسم الإنسان . ولذا نرى من الأفضل أن نعطي فكرة مبسطة عن الجهاز المناعي وكيف يؤثر فيه مرض الإيدز فيجعله عاجزا لا يستطيع درء أي عدوى ويصبح فريسة سهلة للجراثيم الانتهازية والأورام الخبيثة .

في البداية نستطيع أن نقرر حقيقة هامة وهي أن خلايا الجهاز المناعي تمثل خطوط الدفاع الطبيعية والركائز الأساسية ضد الجراثيم المختلفة – التي تهاجم جسم الإنسان وتسبب الإصابة بالعديد من الأمراض -
حيث تعمل الوسائل المناعية المكتسبة الناجمة على منع دخول الفيروسات المختلفة إلى الخلايا المستهدفة Target Cells والقضاء عليها تماما . ومن ناحية أخرى إذا فشلت هذه الوسائل المناعية في صد العدوى الفيروسية فينتج عن ذلك أن يقوم الفيروس بمهاجمة الخلية المستهدفة ويخترقها ويتكاثر فيها ويعيث فيها فسادا مما يؤدي إلى حدوث المرض .

أنواع المناعة :

1- المناعة الوراثية :Inherited Immunity ( I.I )
يتكون هذا النوع من المناعة لدى الجنين نتيجة انتقال الأجسام المضادة المختلفة إليه من الام عبر المشيمة . وعندما يولد الطفل يصبح مزودا بأجسام مضادة عديدة ومتنوعة ، بالإضافة إلى خلايا مناعية جاهزة لصد معظم الأمراض المعدية عن الجسم علاوة على بعض الأجسام المضادة التي يحصل عليها من لبن الام وبخاصة في الأسابيع الأولى من الرضاعة الطبيعية . وجدير بالإشارة انه في بعض الحالات نتيجة نقص في بعض العوامل الوراثية Genetic Factors الأمر الذي يؤدي إلى نقص المناعة الوراثية ومن ثم يصبح الطفل معرضا لدرجة كبيرة للإصابة بالجراثيم المعدية المختلفة والشديدة الخطورة على صحته وحياته . ولذا يلاحظ وفاة نسبة عالية من هؤلاء الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة Congenital Immune Deficiency ( C.I .D ) في الشهور الأولى من حياتهم . وحتى النسبة القليلة الباقية منهم على قيد الحياة يتعرضون لمشكلات طبية جمة ويحتاجون إلى تشخيص دقيق وعلاج دائم ومستمر وعناية مركزة . وبالرغم من ذلك كله تبقى حياتهم مهددة في أي لحظة .

2- المناعة المكتسبة Acquired Immunity ( A .I ) :
ويتكون هذا النوع من المناعة لدى أي شخص طبيعي ، نتيجة التعرض للعديد من الجراثيم المختلفة واللقاحات العديدة طيلة حياته . ومن ثم يصبح عنده رصيد هائل من الأجسام المضادة لهذه الجراثيم وهذه بلا شك لها فائدة كبرى في الدفاع عن الجسم عند التعرض لهذه الجراثيم مرة أخرى . وتعتبر المناعة المكتسبة سلاحا قويا لردع الجراثيم المعدية وسدا عاليا أمام سيل الميكروبات العارم .. وحصنا منيعا ضد غزو الجراثيم الانتهازية ، وعندما يحدث خلل أو نقص في المناعة المكتسبة يصبح الجسم عرضة للجراثيم الانتهازية والأورام الخبيثة مثلما يحدث في حالة الإصابة بمرض الإيدز .


أنواع الخلايا المناعية :

أ?- الخلايا الملتقمة ( Macrophages)Phagocytes)):

منشأ هذه الخلايا من نخاع العظام .. ولها أهمية كبرى في التهام الميكروبات الغازية للجسم والقضاء عليها . وهذا النوع بدوره يشمل خلايا متنوعة في وظائفها المحددة وغير النوعية مثل:

- الخلايا المساعدة .
- الخلايا المثبطة .
- الخلايا الفعالة .
- الخلايا السمية .

وجدير بالإشارة ، أن بعض علماء المناعة يصنف هذه الخلايا ، لتكون تابعة في المقام الأول ، للآليات الدفاعية الخلوية .

ب?- الخلايا الليمفاوية :

ويوجد من هذه الخلايا نوعان هما :

- خلايا ( ب ) .
- خلايا ( ت ) .

ومن المعروف أن الخلايا ( ت ) تعمل على تنشيط الخلايا الملتقمة – كما أن الخلايا (ت) والخلايا الملتقمة تحث الخلايا ( ب ) على إنتاج الأجسام المضادة Antibodies . ويمكن توضيح ذلك بشيِ من التفصيل كالآتي :

- الخلايا الليمفاوية (ب) هي الخلايا التي تعتبر نوعا ما من أنواع كرات الدم البيضاء ، التي تنشأ من الأورمة الليمفاوية الموجودة في نخاع العظام ، ولذا يرمز لها بالحرف B ووظيفتها الأساسية مقاومة الالتهابات الفيروسية والبكتيرية والحساسية .
وتتميز هذه الخلايا بوجود مستقبلات مناعية جلوبيولينية نوعية للمستضدات على سطحها . وعندما تبلغ مرحلة النضوج تتحول هذه الخلايا بلازمية . وبتحريض من الخلايا (ت) يتم إفراز الجلوبيولينات المناعية المختلفة بواسطة الخلايا (ب) . ومن ثم تكون الخلية (ب) هي الخلية الأولية المنتجة للأضداد ، ولا تتداخل في عمل المناعة الخلوية . وهناك مشاركة وظيفة فعالة بينها وبين الخلية (ت) حيث يحدث توازن وتنسيق ملموس بين الخليتين ( ب) و (ت) . وتمثل خلايا (ب) القسم الذي يتعلق بالمناعة الخطية ومما سبق يتضح أن الجلوبيولينات المناعية تفرز بواسطة الخلايا (ب) ومن الأنواع المعروفة حتى الآن من هذه الجلوبيولينات المناعة ما يلي :

- الجلوبيولين المناعي IgA: ويوجد منه نوعان IgA3 و IgA2 وتشبه في التركيب الجلوبيولين المناعي IgG.
- الجلوبيولين المناعي IgD: يوجد في تركيز ضئيل . ويعمل كمستقبل للمستضدات على سطح الخلايا (ب) .
- الجلوبيولين المناعي IgE: يوجد في تركيز قليل نسبيا . وهو مسؤول عن عدد لا حصر له من المواد المسببة للحساسية عن طريق التفاعل من المستضدات الخاصة بها .
- الجلوبيولين المناعي IgG: يمثل 70% من الجلوبيولينات المناعية ، وينقسم إلى 4 أنواع فرعية ويشبه في التركيب كلا من الجلوبيولين المناعي IgA والجلوبيولين IgG .
- الجلوبيولين المناعي IgM: يبلغ 5 أضعاف الجلوبيولين المناعي IgG في الحجم . ويعتبر الجسم المضاد الذي يظهر أولا في حالة التعرض لمستضد ما ، ثم يظهر بعده مباشرة الجلوبيولين المناعي .

الخلية الليمفاوية (ت) :
وتنتجها الغدة الثيموسية ( السعترية ) ( أسفل العنق ) ولذا يرمز لها بالحرف ( T (.

وهذه الخلية لها وظائف عديدة وخاصة منها :
- تنسيق وتنظيم الوظائف المناعية للجسم.
- تنشيط الخلايا الليمفاوية (ب) للقيام بإنتاج الأجسام المضادة للجراثيم المختلفة . حيث يوجد مستقبلات على سطح الغشائي للخلايا (ت) ، فإذا استثيرت بالمستضد المناسب فإنها تتحول إلى خلايا أرومية ، لها دور فعال في تنظيم عمل الخلايا (ب) .
- المشاركة في إنتاج نوع آخر من خلايا ( ت ) ، التي تعمل على قتل الفيروسات وإيقاف نمو الأورام الخبيثة .
- إنتاج عوامل أخرى ذات وظائف مناعية متخصصة مثل عامل النقل حيث تقوم بتنظيم المناعة الخلطية .
- المساعدة على إنتاج خلايا وحيدات النواة ( نوع من كرات الدم البيضاء ) لها الدور الهام في التهام البكتيريا والطفيليات المعدية .
وجدير بالذكر ، أن هناك نوعين من الخلايا ( ت ) التي تقوم بالدور الأساسي الخاص بالمناعة الخلوية :
• النوع الأول : يطلق على الخلية (ت) المنشطة أو الخلية (ت4) والتي تعلف الدور الأساسي الخاص بالمناعة الخلوية .
• النوع الثاني : ويطلق عليه الخلية (ت) المثبطة أو الخلية (ت8) التي تقيد أو تكبح عمل الجهاز المناعي بالا يتمادى في عمله ويدمر الجسم . ولضمان عمل الجهاز المناعي على الوجه الأكمل والأمثل ، يستدعى ذلك وجود توازن بين أعداد ودرجة نشاط هذين النوعين من الخلايا .

كيف يدمر الإيدز جهاز المناعة :
في حالة إصابة شخص ما بفيروس الإيدز ، تهاجم هذه الفيروسات الخلايا الليمفاوية ( ت4 ) وتتكاثر داخلها وتعيث فيها فسادا ... مما يؤدي إلى اضطراب في نظام المناعة في الجسم ككل وانهيار التنسيق الذي يحدث بين خلايا المناعة المختلفة - كما سبق وضحنا ذلك – ومن هنا يحدث خلل شديد ، الأمر الذي يترتب عليه افتقار الجسم لنظام مناعي سليم وبالتالي يصبح الجسم فريسة سهلة لأي عدوى جرثومية ومن ثم لا يستطيع درء الخطر عن نفسه ، مما يجعل المريض عرضة لمجموعة عديدة من الجراثيم الانتهازية والأورام الخبيثة .

ويفسر العلماء تأثير الإيدز المدمر على الجهاز المناعي بأن فيروس الإيدز شديد التخصص في مهاجمة خلايا (ت) المنشطة ( خلايا ت4 ) على حسب خلايا (ت) المثبطة ( خلايا ت8 ) . وبالتالي تكون هناك حالة من عدم التوازن بين أعداد ودرجة نشاط هذين الفرعين من الخلايا المناعية ، ويؤدب ذلك إلى عدم استطاعة الجهاز المناعي القيام بوظيفته المناعية الأساسية ، بسبب تقيد أو كبح وظيفة هذا الجهاز نتيجة لنشاط الخلايا المثبطة ( ت8) . ونتيجة لذلك كله ، يصبح جسم المريض نهبا للعلل والأمراض الفتاكة .. وعرضة للإصابة بمجموعة كبيرة من الأمراض الفيروسية والبكتيرية والطفيلية والفطرية بالإضافة إلى الأورام الخبيثة .

وأكدت الأبحاث الجديدة ، أن فيروس الإيدز يقتل الخلايا الليمفاوية ( ت4) ويدمرها ، كما انه يقوم بتدمير الخلايا العصبية بالمخ التي لايمكن تعويضها فيما بعد ، لأن الجسم لا يستطيع بناء خلايا أخرى تحل محلها .

ويمكن أن نجمل أهم الآثار المدمرة التي تحدث بالجهاز المناعي بالجسم بسبب الإصابة بالإيدز فيما يلي :

- انخفاض شديد في عدد الخلايا الليمفاوية (ب ) ، حيث العدد إلى اقل من 100خلية /سم3 من الدم في البالغين ، بينما يصل عدد هذه الخلايا لدى الأشخاص الطبيعيين الى1500خلية /سم3 من الدم .
- نقص ملموس في عدد الخلايا الليمفاوية (ت4) بينما تبقى الخلايا (ت8) ثابتة في بداية المرض ثم تبدأ في الهبوط عند تقدم المرض . ويؤدي تغير النسبة بين الخلايا ت4 ، ت8 إلى اختلال ملحوظ في جهاز المناعة ومن ثم عدم قدرته على تكوين مناعة جديدة ضد أي ميكروب يدخل الجسم .
- ضعف ملحوظ في استجابة الخلايا الليمفاوية ب ، ت4 لمقاومة الجراثيم المعدية وإزالة الأجسام الغريبة .
- فقدان المناعة التي اكتسبها الجسم سابقا ،( نتيجة تعرضه للجراثيم أو نتيجة اللقاحات المختلفة التي أعطيت له طيلة حياته) وكأنها لم تكن .
- الأجسام المضادة الناتجة عن نشاط الخلايا الليمفاوية ( ب) تصبح غير فعالة في مواجهة الالتهابات المختلفة لدى مرضى الإيدز ، حيث يكون إنتاج هذه الأجسام غير منظم أو مخصص نتيجة فقدان التحكم والهيمنة بواسطة الخلايا الليمفاوية ( ت4) .

وجدير بالإشارة ، أن بعض الباحثين الأمريكيين قد تمكنوا من تحديد كيفية مهاجمة فيروس الجهاز المناعة في الجسم ، الأمر الذي سيؤدي إلى انبثاق آمال جديدة في إمكانية التوصل إلى لقاح واق من هذا المرض القاتل .
وجاء في دراسة قام بها فليق من الأطباء في اتلانتا نشرتها مجلة العلوم الأمريكية American Science Magazine أن هذا الفيروس قادر على التعرف على الخلايا الليمفاوية (ت4) التي تعد من الخلايا الأساسية المسؤولة عن المناعة الخلوية بالجسم ، حيث يقوم بمهاجمتها ثم تدميرها .
وقد صرح د/ ستيفن ماكدوجال بأن فريقه تأكد من أن بروتين الفيروس المسمى جي . بي . 110 ( G.P.110 ) ، يقوم بالتعرف على بروتين الخلية ( ت4 ) ويتعلق بها . واضاف أن هذا الاكتشاف يتيح إمكانية إيقاف العدوى بالعقاقير الطبية المؤثرة على بروتين الخلية (ت4) المعروف بـ( G.P.110 ) ، سواء بعلاج الخلية المريضة أو الفيروسات المهاجمة .
وسوف تظهر الأيام صحة ما يقال في هذه الأبحاث والاكتشافات في مجال المناعة حتى تصل إلى مرحلة التطبيق العملي .

طرق العدوى

حتى الآن تم عزل فيروس الإيدز من سوائل وإفرازات الجسم مثل : الدم والبلازما والسائل المنوي واللعاب والدموع والسائل المخي النخاعي ولبن الام . بالإضافة إلى بعض أعضاء وخلايا الحسم مثل الكلى والخلايا العصبية والقرنية والنخاع العظمي والخلايا الليمفاوية ومن ناحية أجرى لم يتم عزل الفيروس من البول والبراز .

ومن هذا المنطلق يمكن تحديد طرق انتقال العدوى بالإيدز من المريض إلى السليم كما يلي :

1- الاتصال الجنسي بين الشواذ جنسيا من الرجال ( الذين يمارسون فعل قوم لوط ) أي الجماع الشرجي . وهذه الطريقة تمثل أهم طرق العدوى حيث تبلغ نسبة المصابين من الشواذ جنسيا حوالي 73% من إجمالي الحالات المصابة بالإيدز . وبسبب ممارسة الاتصال الجنسي بهذه الطريقة الشاذة تحدث تقرحات وخدوش في منطقة الشرج والقضيب مما يؤدي إلى انتقال الفيروس من المريض خلال هذه التقرحات والخدوش إلى الشخص السليم فيصاب بعدوى المرض .
2- الاتصال الجنسي الطبيعي ، حيث ينتقل الفيروس من الرجل إلى المرأة والعكس إذا كان احدهما مصابا بالإيدز أو حاملا للفيروس ، وتصل نسبة انتقال العدوى بهذه الطريقة الى1% من إجمالي الحالات .
3- نقل الدم أو البلازما أو مشتقات الدم المختلفة من شخص مصاب إلى شخص سليم وتبلغ نسبة انتقال العدوى بهذه الطريقة حوالي 3% من حالات الإيدز ( 2% بالنسبة لعمليات نقل الدم و1% بالنسبة لمرضى الهيموفيليا للحصول على عامل 8 المساعد على عملية تخثر الدم ).
4- انتقال العدوى عن طريق الحقن وبخاصة الحقن في الوريد أو تحت الجلد باستخدام محقن مشترك كما يحدث بين مدمني المخدرات .
5- ينتقل فيروس الإيدز من الام المصابة أو الحاملة للفيروس إلى الجنين أثناء الحمل عبر المشيمة أثناء الولادة أو بعد الولادة ينتقل الفيروس إلى الطفل الرضيع عن طريق الرضاعة الطبيعية . ولذا وجد أن بعض أطفال المسومات وزوجات المصابين بالمرض في آمريك وأوربا مصابون بالإيدز . وبذلك اصبح هؤلاء الأطفال ضحايا أبرياء لهذا الوباء اللعين بغير جرائم ارتكبوها أو آثام اقترفوها ولكنهم حصدوا ما جناه الآباء والأمهات الذين ارتكبو الفاحشة الشنعاء واقترفو الخطيئة النكراء .
6- زرع الأعضاء مثل الكلى والقلب ونخاع العظام والقرنية ... الخ إذا كان المتبرع مصابا أو يحمل فيروس الإيدز .

ولا يوجد حتى الآن أي دلائل قوية توحي بأن عدوى الإيدز يمكن أن تنتقل عن طريق حشرات ماصة الدماء ( مثل البعوض – لبراغيث – البق ...... الخ ) . كما لم يثبت حدوث العدوى عن طريق ملامسة الجلد كالمصافحة والتقبيل .. اوو المعيشة مع المريض في نفس البيت في محيط الأسرة التي تقتضي مشاركته في الطعام والشراب ومجالسته ... أو مخالطة المريض في أماكن العمل أو الدراسة أو الأماكن العامة حيث أن هذا المرض لا ينتقل عن طريق الهواء .. كما أن إصابة العاملين بالمستشفيات من أطباء وممرضين وممرضات وفنيين بعدوى الإيدز نتيجة قيامهم بالتعامل مع مرضى الإيدز مستبعدا جدا إذا ما اتبعوا الإجراءات الطبية الصحية السليمة والتزموا بالتدابير الوقائية الواجبة في مثل هذه الظروف ..


حفظنا الله واياكم 


والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لـ موسوعة حرة 2022 * 2023 ©