البنيات التحتية في تالوين :
وضعية يرثى لها وتعرقل أي تنمية منشودة هذا هو حال جماعات تالوين ، وضعية تتسم بغياب شبه تام لمختلف أنواع التجهيزات الأساسية ففيما يتعلق بالكهرباء فقرية تادمامت (ج أسكاون ) ، كإحدى القرى التي تدخل ضمن المناطق التي اتخذتها كعينة والتي زرتها في إطار البحث، فمازالت تفتقر للكهرباء بالرغم من الدعائم المنصوبة والتي تم ربطها لمدة تفوق السنةحسب ما جاء في قول أحد قاطني المنطقة. هذا حال نسبة مهمة من الدواوير ، فإذا كانت الكهربة القروية من الأوراش الكبرى التي عرفها العالم القروي في السنوات الأخيرة، والتي تعد إنجازاً مهماً قد يساهم الى حد كبير في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للساكنة القروية، على اعتبار أن الكهرباء خاصة المنزلية تعد من الوسائل الأساسية التي يتوقف عليها قضاء أغراض وحاجيات ماسة وضرورية في الحياة اليومية، فإن تدبير الاستفادة منها لم يكن مدروساً حيث لم يتم الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الاجتماعية المزرية للساكنة، إذ من الصعب جداً، بل من المستحيل تدبير أمر تأدية مبالغ مالية خيالية مقابل الاستفادة من الربط الخارجي، بالإضافة إلى الربط الداخلي ومستلزماته من طرف ساكنة تعيش تحت عتبة الفقر جل أفراد أسرها في عطالة مستديمة لا مورد لها ولو في حدوده الدنيا، مما يحول دون استفادة الجميع في ظل الشروط الراهنة، الشيء الذي يمكن أن يساهم لامحالة في تكريس التفاوت الطبقي بين الأسر، وأن يفرغ المشروع من مقاصده وغاياته. فيما يخص الطرقات والمسالك فمن المعروف أنها تعتبر شرايين التنمية الاقتصادية وبدونها لن يتحقق ذلك، إلا أن شرايين منطقة أسكاون،جماعات تفنوت الثلاثة ،أسايس وأزرار أصابها التلف وأصبحت في وضعية سيئة للغاية غالبيتها لم يعد صالحاً للاستعمال، جراء ما طالها من الإهمال، كما حصل للطريق المؤدية إلى أسايس عبر تنفات ، مع العلم أن طول المسافة الغير المعبدة لهاته المناطق لا تتجاوز الخمسين كيلومتراً، مسافة جد قصيرة تقف حاجزاً منيعاً دون فك العزلة عن منطقة حباها الله بمناظر جبلية خلابة، تتوفر مواطنها بمناجم نفيسة، لها من الإمكانيات الاقتصادية والبشرية ما يؤهلها أن تتبوأ المكانة المتقدمة على المستوى التنموي.
وتجدر الإشارة الى أن مناطق كثيرة عانت مثل هاته المناطق ويلات العزلة والتهميش، لكن أغلبها استفاد خلال السنوات الأخيرة من برنامج فك العزلة عن العالم القروي، باستثناء تالوين المنسية أو أريدَ لها ذلك إما لكونها تنتمي إدارياً الى عمالة تارودانت المعروف عنها عدم إيلاء الأهمية للمناطق الجبلية والنائية، وإما أن هناك مقاومة من طرف الجوار، مخافة أن يصبح مركز تالوين المحور الأساس لموقعه الجغرافي ولتوفره على مؤهلات كفيلة للرقي به اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.
أما فيما يتعلق بالماء الصالح للشرب فإن معظم الدواوير لا زالت تستهلك مياه الآبار والعيون بنسبة 100% على مستوى الدائرة كتنفات ، بالإضافة إلى بعض دواوير كل من جماعات سيدي حساين ، تاسوسفي ، أساكي ، أزرار، أسايس ، تفنوت .أكادير ملول...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق